م.مكي محمد حسون

يعد المكان من أهم العناصر التي تشكل جماليات النص الروائي, فهو من أبرز المحاور الروائية المؤثرة في إبراز فكرة الكاتب, وتحليل شخصياته النفسية, فصلة الانسان بالمكان صلة ذات أبعاد عميقة, وعلاقته به علاقة جدلية مصرية, إذ ما من حركة في هذا الكون إلا واقترنت بمكان ما, فهو جزء لا يتجزأ من كل الموجودات, يحتاج إليه الإنسان كي يعيش فيه, ويضمن سكونه واستقراره, وتعد الرواية خير مثال للمكان بكل تجلياته ومظاهره, فالروية والمكان مرتبطان ببعضهما أشد ارتباط فهي تحتاج إليه لتؤسس من خلاله بناء عالمها ليكون مسرحا" لأحداثها وشخصياتها, وبالمقابل لا يكتمل ظهور المكان إلا في الرواية التي تساعد على الكشف عن دلالاته ووظائفه ومستوياته ورصد أنماطه, وسنسلط الضوء على المكان بشكل خاص, فلقد استطاع الكاتب من خلال لغته الفنية الراقية أن يجعل القارئ يفتتن بجمالية الأمكنة, إلى حد يجعله يشارك مع المبدع في إحساسه بالمكان, فيبح المكان حاضرا" في ذهن القارئ سواء أصورت هذه التقنية الجمالية مكانا" ساميا" مقدسا" أو مكانا" مدنسا", فالمهم في الأمر أن المبدع يستطيع تصوير ما يريده بوعي فني جمالي متميز. ... قراءة المزيد